spot_img

ذات صلة

جمع

الإطاحة بوزير الخارجية السوداني عقب تصريحاته عن انسحاب الدعم السريع باتفاق مسبق مع الجيش

بورتسودان: التحول كشفت إقالة وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف...

الجيش السوداني يصد هجوماً “للدعم السريع” في أمبدة ويطلق عملية هجومية مضادة

أمبدة: التحول صد الجيش السوداني هجوماً شنّته قوات الدعم السريع...

الفاشر.. مذبحة ينتظرها الجميع

حمّور زيادة يقول الرحّالة محمّد بن عمر التونسي (1789-1857)، في...

1138 حالة اغتصاب موثقة في السودان منذ اندلاع الحرب: تصاعد مقلق للعنف الجنسي وسط النازحات

بورتسودان: التحول كشفت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل التابعة...

ثلاث حالات وفاة بينها طفلة وتسجيل 68 حالة إصابة بالكوليرا في الكلاكلة جنوب الخرطوم

الكلاكلة: التحول أعلنت غرفة طوارئ الكلاكلة جنوب الخرطوم عن وفاة...

جحيم الفاشر: نزوح جماعي وانهيار إنساني وسط صمت دولي

الفاشر: التحول

تعيش مدينة الفاشر ومخيماتها مشهدًا إنسانيًا قاتمًا يعكس مدى التدهور الشامل الذي أصاب البنية الإنسانية في دارفور، مع تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى واحدة من أسوأ موجات النزوح الجماعي في تاريخ السودان.

استغاثة المدينة المحاصرة:

ورسمت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر صورة مأساوية لما يعانيه سكان الأحياء الشمالية للمدينة، الذين يعيشون تحت الحصار في ظروف شديدة القسوة، مع توقف أربعة من المطابخ التكافلية عن العمل بعد نفاد المواد الغذائية والدعم. ودعت التنسيقية إلى تدخل عاجل من الجهات الخيرية والسودانيين في الداخل والخارج، في ظل غياب أي استجابة فاعلة من المجتمع الدولي.

أكثر من 1.5 مليون في العراء:

من جانبها، أعلنت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين عن تدفق عشرات الآلاف من النازحين من مخيمي زمزم وأبو شوك نحو منطقة طويلة خلال الفترة من 3 إلى 19 أبريل، ليصل عدد الفارين خلال أقل من ثلاثة أسابيع إلى نحو 288,706 شخصًا. وتشير تقديرات محدثة إلى أن منطقة طويلة باتت تستضيف الآن أكثر من مليون ونصف نازح.

ويمتد النزوح أيضًا إلى مناطق جبل مرة، فنقا، دربات، قولو، نيرتيتي وغيرها، في مشهد أشبه بـ”هروب جماعي تحت النار”، وسط انعدام الأمن، وغياب الماء والغذاء والرعاية الطبية.

مأساة زمزم:

في 14 أبريل، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام، وأدت إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 400 نازح، بينهم نساء وأطفال وعمال إغاثة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

شهادات مروعة توثق استخدام الأعيرة النارية ضد المدنيين، والضرب بالسياط خلال الفرار، إلى جانب حالات اغتصاب متعددة لفتيات في الطريق إلى طويلة، حسب ما أكدته حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، التي تستضيف آلاف النازحين في مناطق سيطرتها.

الصدمة النفسية والاختفاء القسري

إلى جانب الجوع والمرض، سجلت حالات اختفاء عدد من الأشخاص في الطريق بين الفاشر وطويلة، وسط ظروف نفسية صادمة للناجين، لا سيما النساء والأطفال، ما يزيد من تعقيد الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

فوق طاقة المجتمع المحلي:

قال المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين، آدم رجال، إن عدد النازحين الذين وصلوا مناطق سيطرة حركة جيش تحرير السودان تجاوز 288 ألف شخص من زمزم والفاشر فقط، خلال الفترة من 3 إلى 19 أبريل.

وتقول منظمة الهجرة الدولية إن اقتحام مخيم زمزم أدى إلى نزوح 80 ألف أسرة (حوالي 400 ألف فرد)، توزعوا بين الفاشر وطويلة ومناطق أخرى بشمال ووسط دارفور.

النداءات الأخيرة:

وجهت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، بقيادة الهادي إدريس، نداءً إنسانيًا عاجلاً للمنظمات الإنسانية وأعلنت عن خطة لإجلاء أكثر من 100 ألف أسرة من مدينة الفاشر إلى مناطق أكثر أمانًا. وقال إدريس: “حتى الآن، أجلينا أكثر من 50 ألف أسرة نحو طويلة وكورما”، في محاولة يائسة للحفاظ على ما تبقى من الأرواح.

وتتفق المنسقية العامة للنازحين مع هذه النداءات، حيث أكدت الحاجة العاجلة إلى الغذاء، المياه الصالحة للشرب، الرعاية الطبية، الأدوية، الخيام، الأغطية، أدوات المطبخ، والملابس ومستلزمات النظافة والصرف الصحي، باعتبارها الحد الأدنى من متطلبات البقاء على قيد الحياة.

في ظل هذا المشهد المأساوي، يقف العالم متفرجًا على نزوح جماعي واسع النطاق، يترافق مع مجازر وجرائم حرب، دون أي تدخل يرقى إلى حجم الكارثة. هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل مأساة تاريخية تتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي، والضمير الإنساني العالمي.

spot_imgspot_img