التحول: وكالات
أمر قاضٍ أميركي، الثلاثاء، إدارة الرئيس دونالد ترامب بإبقاء مجموعة من المهاجرين يجري نقلهم جوا إلى جنوب السودان في عهدة سلطات الهجرة الأميركية، قائلا “إن ترحيلهم انتهاك محتمل لأمر محكمة”.
وقال قاضي المحكمة الجزئية الأميركية براين ميرفي في بوسطن خلال جلسة استماع افتراضية جرى ترتيبها على عجل، إنه رغم أنه لن يأمر الطائرة بالعودة، إلا أن هذا خيار يمكن لوزارة الأمن الداخلي استخدامه للامتثال لأمره.
وحذر ميرفي من أن مسؤولين قد يمثلون للمساءلة إذا تبين أنهم انتهكوا أمره السابق الذي حظر الترحيل السريع لمهاجرين إلى بلدان أخرى غير بلدانهم قبل أن تتاح لهم فرص إثارة أي مخاوف من احتمال تعرضهم للتعذيب أو الاضطهاد في تلك البلدان.
وقال ميرفي لمحامي وزارة العدل الأميركية إليانس بيريس “لدي مؤشر قوي على أن الأمر القضائي الأولي الذي أصدرته قد تم انتهاكه”.
وقال ميرفي، الذي عينه الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، إن أي مهاجر مشمول بالأمر القضائي في طريقه إلى الدولة الأفريقية يجب أن يبقى في عهدة الحكومة في انتظار جلسة استماع أخرى.
وقال إن وزارة الأمن الداخلي، التي تشرف على وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، يمكن أن تمتثل لهذا الأمر بطرق لا حصر لها، بما في ذلك إبقاء المهاجرين على متن الطائرة على مدرج المطار بمجرد هبوطها. وأضاف القاضي “لن أقيد وزارة الأمن الداخلي بشأن مكان احتجازهم.. إذا أرادوا تحويل الطائرة، يمكنهم ذلك”.
ويمثل هذا التطور صداما جديدا بين القضاء الاتحادي وإدارة الرئيس الجمهوري ترامب في إطار مساعيها لتنفيذ دعوات ترامب للترحيل الجماعي كجزء من أجندته المتشددة بشأن الهجرة.
اتهامات بترحيل 12 مهاجراً:
اتهمت جماعات مدافعة عن حقوق المهاجرين ومحامون، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، بترحيل نحو 12 مهاجرا آسيوي من دول منها ميانمار وفيتنام إلى جنوب السودان في انتهاك لأمر قضائي، وطلبوا من قاض أن يأمر بإعادتهم، نقلا عن “رويترز”.
وقدمت الجماعات والمحامون مستندات إلى القاضي براين ميرفي في أعقاب منع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين بسرعة إلى بلدان أخرى غير بلدانهم دون الاستماع أولا إلى أي مخاوف من احتمال تعرضهم للتعذيب أو الاضطهاد إذا ما تم إرسالهم إلى هناك.
وأكد المحامون أن هذه الترحيلات تنتهك أمرا قضائيا يمنع ترحيل الأشخاص إلى دول غير بلدانهم الأصلية من دون منحهم فرصة للطعن في ذلك أمام المحكمة، بحسب “أسوشيتد برس”.
وفي ملف الهجرة، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، أن عدد التأشيرات التي ألغتها الولايات المتحدة “ربما بالآلاف”، مضيفا أنه يعتقد أنه لا يزال هناك مزيد لفعله.
وذكر روبيو أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ: “لا أعرف أحدث عدد، ولكن ربما لا يزال أمامنا المزيد للقيام به”. وتابع: “التأشيرة ليست حقا، إنها امتياز”.
وقال مسؤولون في إدارة ترامب إن حاملي تأشيرات الطلاب والبطاقات الخضراء معرضون للترحيل بسبب دعمهم للفلسطينيين وانتقادهم لسلوك إسرائيل في الحرب على غزة، واصفين أفعالهم بأنها تهديد للسياسة الخارجية الأميركية، واتهموهم بدعم حماس.
ترحيل لمواطن من بورما إلى جوبا:
وذكرت تقارير إعلامية أن “الرجال نُقلوا في نهاية الأمر مجددا إلى مركز احتجاز الهجرة بعد بقائهم في حافلة على مدرج القاعدة لمدة ثلاث أو أربع ساعات”.
ويواجه جنوب السودان اتفاق سلام “هش” في ظل قلق إقلبيمي ودولي متزايدين من احتمال انهياره في أي وقت خاصة في أعقاب الرئيس سلفاكير ميارديت نائبه د. رياك مشار ووضعه قيد الإقامة الجبرية، متجاهلاً مناشدات رؤساء دول ومنظمات إقليمية ودولية بإخلاء سبيله والالتزام بتنفيذ اتفاق سلام 2018م المحدثة.
وبحسب تقارير عديدة، علم محامو الهجرة من رسالة بريد إلكتروني لضابط احتجاز أن مواطنا من بورما، حُدِّد باسم N.M قد “تم ترحيله… إلى جنوب السودان”، كما ذكروا في ملف يسعون من خلاله لتدخل المحكمة وعودة المهاجرين.
ولم تصدر وزارة الداخلية وجهاز الأمن أي توضيح بهذا الخصوص.
وفي 6 أبريل، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة ألغت تأشيرات حاملي جوازات السفر من جنوب السودان؛ لأن الحكومة الانتقالية في البلاد رفضت استقبال مواطنين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة.
ومع ذلك، كشف المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب السودان أفوك أيويل ميان في اليوم التالي أنه عند الوصول، تبين أن الشخص الذي قدم وثيقة سفر من جنوب السودان باسم نميري قرنق هو مواطن من جمهورية الكونغو الديمقراطية واسمه الحقيقي ماكولا كينتو وأنه أعيد إلى البلد المرسل- الولايات المتحدة.
وفي وقت لاحق من أبريل، اعتذرت حكومة جنوب السودان للحكومة الأمريكية عن الخلاف الدبلوماسي الذي نشب عندما رفضت الأولى السماح بدخول مُبعد كونغولي من الولايات المتحدة، وتعهدت بتسهيل ترحيل مواطنيها المتضررين بسرعة إلى جنوب السودان.
وفجر ملف الرعايا المبعدين، أزمة دبلوماسية بين واشنطن وجوباـ إلا أن جنوب السودان تراجع، تحت الضغط، عن قراره بعدم السماح لكينتو بالدخول، وهبط مرة أخرى في جوبا في 9 أبريل بعد أن ألغت الولايات المتحدة تأشيرات حاملي جوازات السفر من جنوب السودان.
وقال بيان صحفي، في ذلك الوقت، صادر عن نائب الرئيس بنجامين بول ميل في 12 أبريل أفاد فيه بأن حكومة جنوب السودان تود أن تعرب عن احترامها وتقديرها للرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو على قيادتهما والتزامهما المستمر بإنفاذ سياسة الهجرة الأمريكية.
وجاء في البيان جزئيا: “نعتذر عن أي إزعاج لحق بالولايات المتحدة الأمريكية ونؤكد رغبتنا في حل هذه القضية بسرعة وبروح التعاون”.
وقد صرح الرئيس الجمهوري بأن الولايات المتحدة تواجه “غزوًا” من قبل “مجرمين أجانب”.
في فبراير، استند ترامب إلى تشريع نادر الاستخدام في زمن الحرب لنقل حوالي 250 مهاجرا فنزويليا إلى السلفادور دون أي جلسات استماع قضائية، زاعما أنهم ينتمون إلى عصابة “ترين دي أراغوا”، وهو اتهام تنفيه عائلاتهم ومحاموهم.