spot_img

ذات صلة

جمع

احتجاز معتقلين في حاويات.. تقرير لخبراء الأمم المتحدة يدين “انتهاكات مروعة” للجيش السوداني

التحول: متابعات اتهم تقرير أممي جديد الجيش السوداني والقوة المشتركة بارتكاب...

لعمامرة في جولة عربية إفريقية لإنهاء الحرب في السودان: لقاءات إقليمية وتحذيرات أممية من تصاعد الأزمة الإنسانية

التحول: وكالات

شهد الملف السوداني خلال الأيام الماضية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً، وسط تصاعد القتال في مناطق عدة، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد الملايين. فقد عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اجتماعاً مطولاً مع المبعوث الأممي الخاص إلى السودان رمطان لعمامرة، ناقشا خلاله آخر التطورات الميدانية والسياسية، والجهود الدولية الرامية لوقف النزاع المستمر منذ أكثر من عام.

وبحسب بيان صادر عن الجامعة العربية، استعرض لعمامرة خطة الأمم المتحدة القادمة لمعالجة الأزمة، مشدداً على أهمية التنسيق الفاعل بين الجامعة العربية والمنظمة الأممية. وأكد أبو الغيط على دعم الجامعة لتطلعات الشعب السوداني، داعياً إلى وقف فوري للقتال، وإطلاق عملية سياسية شاملة يقودها السودانيون أنفسهم دون تدخل خارجي، مع الحفاظ على وحدة وسيادة البلاد.

وفي القاهرة، أيضا جددت مصر عبر وزير خارجيتها بدر عبد العاطي دعمها الكامل لوحدة السودان واستقراره، مشيرة إلى أهمية دعم المؤسسات الوطنية السودانية في ظل التحديات الراهنة. وشدد عبد العاطي على ضرورة تكثيف الاستجابة الإنسانية لمواجهة تداعيات الحرب المتصاعدة.

وقال لعمامرة في تغريدة على حسابه الرسمي على منصة “إكس”: إنه ناقش في القاهرة مع د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة آخر المستجدات في السودان والجهود الجارية سعيا لإنهاء الحرب ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني.

وأضاف قائلاً: “توافقنا في الرأي بأنه لا يوجد حل عسكري لذلك الصراع. وهناك حاجة للمضي في مسار سياسي يشمل الجميع بما يحقق استعادة السلام في البلاد ويحفظ وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها”.

تحركات إقليمية ودولية

وكان لعمامرة قد أجرى أيضاً مشاورات رفيعة في أديس أبابا مع قيادة الاتحاد الأفريقي، من بينهم رئيس المفوضية موسى فقي، ومفوض السلم والأمن بانكول أديوي، حيث أكد أن “الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي تظل حجر الزاوية لوساطة فعالة في السودان”.

وكتب لعمامرة تدوينة على حسابه الرسمي على منصة “إكس”: “أجريت مناقشات جوهرية مع محمود علي يوسف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومع بانكول أديوي مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن، وآخرين من كبار المسئولين في الاتحاد، حول تكثيف جهود صنع السلام في السودان”. معتبراً إن الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لا غنى عنها، وكانت دوما حجر الزاوية للوساطة الفعّالة في السودان وأماكن أخرى. وتابع قائلاً: “يظل هدفنا المشترك هو دعم السودان على درب السلام والوحدة”.

مأساة إنسانية تتفاقم

وفيما تتواصل الجهود الدبلوماسية، تتزايد التحذيرات الأممية بشأن المخاطر المحدقة بالسكان المدنيين في السودان، خاصة مع انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة. وقالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، إن ملايين السودانيين يعيشون الآن في “خوف دائم”، محاطين بمخلفات الحرب القاتلة، داعية إلى “تكثيف جهود مكافحة الألغام لحماية الأرواح واستعادة الأمان”.

فشل مجلس الأمن وانتشار العنف

من جانبه، وجه المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، انتقاداً حاداً لفشل مجلس الأمن في حماية المدنيين، قائلاً إن “العنف بات العملة السائدة في هذا العصر”، منتقداً استهانة العالم بالقانون الدولي الإنساني. وقال في إحاطته أمام مجلس الأمن: “أخاطبكم باسم 123 مليون شخص نزحوا قسراً… لقد سعوا للأمان، لكن العالم خذلهم”.

تعكس هذه التحركات والبيانات حالة استعجال دولي متزايدة لاحتواء الأزمة السودانية، إلا أن غياب الإرادة السياسية الموحدة، واستمرار التصعيد الميداني، يهددان بإطالة أمد الصراع. ويبقى مستقبل السودان معلقاً على قدرة الفاعلين المحليين والدوليين على دفع عملية سياسية شاملة تضع حداً للحرب، وتحفظ ما تبقى من مقومات الدولة.

spot_imgspot_img